الجمعة، 30 مارس 2012

والعاملين اشتعلوا من جمالها فتنه ...  بينما هي وصلت الى اعلى بنايه وكان عمار  موجوداً هناك.
فنادى عليه المدير - عمار ...تعال من فضلك .
فقال لها : - هذا عمار ذراعي اليمين وهوالمسؤول تقريبا ً عن كل  صغيره وكبيره في هذا المبنى ..
نظرت اليه  بازدراء ..وبطريقه ما أسقطت وشاحها الأحمر عمداً وكأنها تشير عليه التقاطها اليها .
فمن هو هذا  الأكفأ فليعتبر أن هذهِ تحية له على طريقتها ..
- تفضلي هذا وشاحك ...وكان عمار ذكياً كفايه في ايصال شعوره اليها ونظر اليها نظرة لم تفسر معناها غير مكترث لجمالها الأخآآآآذ.


فمن أنتِ يا هذهِ لتهينيني أو حتى تحاولي ذلك ! 
فعاملها بكل رسميه .
ولكن تلك النظره لم تمر عليها بسهوله فقد فهمت ما كان يقصد رغم أنها أشعرته أكثر من مرة بعدم الوقوف بجانبها نظراً لثيابه المتسخه  ومظهره .
وكأنها حرباً داخليه اشتعلت في لحظه بداخل كليهما.
بعد مرور الوقت ولأنها لم تتحمل تلك الأجواء المتعبه والشمس الحارقه لبشرتها البيضاء غادرت متوجهه الى قصرها حيث تعيش وكأن زيارتها تلك لا يهمها سوى أن تطمئن على قصرها الجديد كيف يبدو؟
وكأنها اطمئنت على دميتها الصغيرة كيف تُصمم ثم غادرت مطمئنه .
                             8

السبت، 24 مارس 2012

تُطلّ وقد لبست وشاحاً أحمراً وشعرها الأصفر المُسدل على كتفها وبشرتها النضرة تشبه بشرة الأطفال في صفائه وضعت يدها تحجب عيناها الخضراويين عن أشعة الشمس الحارقه وبحركاتها العفويه أثارت انتباه العاملين ..
ولكن  من يصل اليها ؟! 
من يمتلكها من يتحدث اليها ليكون السعيد في زمانه ؟
وهي ابنة صاحب القصر بل ابنته المدلله .
أما عمار فلم يرها ولم يلمحها بعد..
فقد كان منشغلاً منهمكاً بايصال الحجارة الى مكانها لينجز سريعاً وعلى أتم وجه.
جعلت نفسها تنظر اليهم باستعلاء وتمشي دون حساب لخطواتها ..
غير أنها كانت حذرة من أن يتسخ حذائها الثمين فمظهرها جُل ما تفكر به .
ويقتلها أن ترى فتاة أجمل منها ..
هنا استقبلها صاحب العمل مشيراً على أحد عامليه باحضار كرسي لتلك الأميرة المدلله التى أطلت عليهم  فجأة .
تحدث اليها  صاحب العمل عما اذا كان يعجبها مبدئياً فقالت غير مكترثه لكبر سنه : 
-امممم  يبدو أنه جميل ..ولكنني لستُ واثقه بأنه سيعجبني كثيراً ..
ولفطنة صاحب العمل  حبس غيظه من استهانتها بكل مجهوداتهم وقال:
- سنطلعك ِ كل فترة عما هو جديد حتى اذا لم يعجبك قمنا بتغييره .
وهي تواصل استهتارها - نعم نعم هذا أكيد.


أخذها صاحب العمل في جوله حول المبني الضخم لتنظر الى تفاصيله في هذهِ اللحظات هي تهتم بأن ترى ما يُشبع رغبة غرورها في امتلاك أجمل وأضخم القصور .


                              7

    بدايـــــــــة  تعارفهمـــــــــــــــــــــا

الخميس، 22 مارس 2012

-صباح الخير.
-صباح الخير ...المدير بانتظارك 
انطلق يريد مكتب المدير باقتراحه الذي لربما جاء نجدة للجميع فاستقبله المدير وقال تفضل  ..
- ماذا لو أخذنا وقتنا لدراسة هذا المشروع فنحتاج  لعمل اعلان صغير بالمجله نطلب فيه اختصاصيون في تلك التفاصيل ونعرض عليه الفكرة بالاتفاق وبعقد عمل تابع لشركتنا ..
يبدوا أن المدير تعجبه الفكرة فقال -لابأس ..
الفكرة صعبة التنفيذ ولكنها تستحق العناء فلا نجاح بلا عناء عامل بسيط مثل عمار يستطيع ان يجد الحلول ولكن على من التنفيذ هذا ما سيتبين لنا .
اتصل المدير بصاحب القصر هذا الرجل الغني يريد مقابلته وان يتحدث معه عن الفكرة ليأخذ وقتاً أطول .
وبعد مرور 4  شهور لدراسة تلك الفكرة وتحضير أٍساساته كان يُطلع هذا الثري على كل تفصيله حتى لا يحتاج الى اعادة ما تعبوا فيه .
الشمس بازغه والسماء صافيه والعاملين بنشاطهم يتسابقون نحو عمل جديد .
وبينما هم في أعمالهم منشغلين فاذا بالشمس وكأنها تطلع مرة أخرى في نفس اليوم .
لتجعل من العاملين وكأن رجفه رعديه أصابتهم فجمّدت حركاتهم وشلّت تفكيرهم ..


             انها ابنة صاحب القصر!


                      6
-اذن دعنا نفكر قليلاً .
ثم غادر عائداً الى دياره وتلك القريه الجميله وهذه المملكة الصغيرة التي تجمعه هو وأمه .
يُقبّل يداها كالعادة ويخلد الى النوم حتى جفاه النوم منشغلاً بتلك الفكره.
فهو ليس هذا المهندس ليصمم خريطة قصر حديث كهذا في مدينة الأثرياء وليس صاحب عمل ليقوم بقرار الرفض ففكرة القبول لاتُعجبه فكأنه يُقنع نفسه أن تلك الفكرة ليست ضمن امكانياتهم فهي مجازفه بحد ذاتها .
طلع الفجر  باكراً ومازال النوم يجافيه ولكن وصل الى قرار وربما هو اقتراح ان صح التعبير .
تناول جريدته يريد قراءة آخر الأخبار فيبدو أن أوضاع الوطن مستقرة نوعا ما , ثم تناول قهوته وفطوره وانطلق باقتراحه الى العمل.
                        5





وفي تلك اللحظات تذكر أباه الظالم ..
وكيف تخلى عن أمه وطفله وهو ما زال في أحشائها يعيش لأجل أخرى جميله وثريه!
فحاول طرد تلك الذكرى المؤلمة يُفكر في ذلك الموقع وكيف لهم أن يصمموا خريطة من أجل بناء قصر متفرّد يليق بابنته ذلك الرجل .
وصل عمار الى موقع العمل وقد تحدّث الى مدير عمله عما دار بينهما من حديث .
وقد بدا على المدير الاضطراب لتلك الفكرة والتي بدت وكأنها فكرة مجنونه اذا هو قبل بها .
فماذا  ان لم يكن على قدر المسؤوليه قد يضع شركته على كف عفريت فيخسر الكثير لأجل ذلك.
واذا هو رفض فكأنه رفس نعمه كبيره برجليه .


                       4
-مرحبا 
- مرحبا ..
- اجلس  ..هل وردك طلبي في بناء قصراً من نوع متفرّد 
- نعم ..  فهذا ما جئت لاستفسر من أجله 
- قال يوصف ..
ابنتي المدلله لايعجبها شكل قصرنا فأشارت أن لديها مخططاً آخر أتت به من احدى المواقع الالكترونيه .
فأعطاه التفاصيل والموقع واكتفى بقوله ..ستقوم شركتنا والمهندسين المختصيين بعمل الازم ثم شكره وودعه مغادراً ولسان حاله يقول :


" ابنتي المدلله  " وقالها بسخريه شديده وكأنه لايعجبه فماذا اذا قام كل أب  في هذا العالم الصغير بتلبية رغبات ابنته فماذا ستكون حالتنا اذن!


               (3)

الأربعاء، 14 مارس 2012

 2


 فأقفل الاجنده  وخلد الى النوم وباستغراق شديد غفى في نوم هاديء 
في صباح اليوم التالي ...
بائع الفجل في الحاره استيقظ باكراً وعصافير تقف على نافذته وكأنها تقول له:  استيقظ فهذا يوم جديد يناديك وتحت عقبي الباب اقتحمت جريده غرفته ...اقرأني أحتوي على أخبار جديده ...


يبدو أن  حياته بالفعل جميله على بساطتها ..
أخبار اليوم مابالها أسعيده أم تبدو متوعكه !!
وذلك الصوت الحاني يناديه : 
-عمار الساعه السابعه تقول : اغسل يديك ..وارتدي ملابسك ولاتنسى..
فسارعها مقاطعاً حديثها : ولن أنسى تقبيل يدي أمي الغاليه وكأني أستخلص منهما البركه بل كل البركه .
وكانت أمه تروي لجارتها عن ابنها الذي لا يكّف عن حبها وطاعتها ومجاراتها بل ومشاكستها ..
فهي تلك الامرأة التى تخلى عنها زوجها باحثاً عن أخرى : فتركها حاملاً بطفلها بلا شفقه تقول: الحمد لله فابني ..يحميني من غدر الأيام وضيق الحال .
فكم يُشعرني بأني ملكه في زمن انتهى فيه عصر الملوك  ..  وقد عاشا في قرية صغيرة تدعي " الزوايده  " كانت متميزة بأجوائها الهادئه وطيب المعشر  وحسن الجيرة  .
فكانت طيفاً تحرسه في أدعيتها وكان كثيراً ما يتحدث عنها لأصحابه كيف تدلله وتتعب من أجله وتعامله كصغير رغم أنه أًصبح رجلاً يا فع طويل القامه .. حتى غمزه أحد أًصدقائه ..


- تُرى ما سر ذلك الحب ؟!
ضحك عمار : لن أطلعك عليه فهي طيفي الذي يحرسني من عيون الحاسدين وكأنه كان يقصده بذلك ..


- عمار جوالك يرن ...  
- نعم نعم هذا صاحب العمل  ...ردعمار - مرحبا 
- مرحبا  ..  ما بالك  أنسيت موعدك مع زبوننا ؟
- لا لا لم أنس ..
-اترك كل ما في يديك واذهب لموعدك هيا ولا تنسى أن تتصل بي لتخبرني عما تحدثتما فيه 
ركب عمار تاكسي متجهاً شمالاً لمنطقه  يُطلق عليها " مدينة جباليا " ..


ولا يتخلى عمار عن عاداته أبدا فقد أخذ بالتأمل في أجواء مدينة غزة ليلمح البحر من بعيد يحاكيه اشتقتُ اليك فكم وجد من بحرها صديقاً يودع أٍسراره فيه ..


ها هو يصل الآن فاذا به قصراً جميلاً  على الطراز الحديث ويبدو ثميناً ..
جلس ينتظر صاحب القصر .. 


هنا  يبدو عليه الارتباك كيف سيتحدث معه وكم يتمنى لو يبقى كثيراً صامتاً حتى يأخذ قسطاً وفيراً من جمال هذا القصر الفخم  ..

                    2

الثلاثاء، 13 مارس 2012

1     (من هو؟  ومن  هي ) 




نادى عليه صاحب العمل  يريده في مهمه سريعه وقد كان حجم  الانشغال لديه كبير ..
ولكن جدارته في العمل وكفاءته المتميزه ما تجعلانه دوماً تحوز على اعجاب صاحب العمل ...
- عمار صاحب العمل يود منك الحضور أمامه سريعاً .
- لا عليك سأذهب حالاً.


ذهب اليه في التو والحال فحين مثل أمامه قال له: " أحد زبائننا عنيد لا يُعجبه العمل وقد لاح في فكره أن يملك منزلاً بل قصراً متفرداً  ومميزاً .


قال - و كيف يريده ؟
- لا أعلم ..فهذا ما أريدك أن تفهمه  ..فأعطاه العنوان ورقم الهاتف ليقابله غداً ..نظر الى ساعته فهّم بلملمة حاجياته ليخلد الى منزله باكراً ..
وفي طريقه جعل ناظريه الحادقتين في أفق السماء وفي وقت الغروب ومغادرة الطيور الى أعشاشها بطاناً ..
فقد كان يُصادف رواحه مع رواح الطيور فكثيراً ما تجمعه الصُّدف معها ..
وما ان وصل قريته الصغيره المليئه بأحلامه الطفوليه العذبه البريئه حتى أدخلت عليه السرور .


طرق الباب فاذا بصوت أمه الحانيه تقول: " -ياهلا بوليدي وصغيري..
فهّم بتقبيل يديها الحنونتين فتوقفت وقالت : تمهّل صغيري فهما متسختان ..
قال لها : " لا عليك فهما بكل الأحوال يدا أمي الغاليه " 
تبسّمت قائله :  - الله يرضى عليك .
هيا استعجل يا بني فالغذاء على وشك النضوج , فنهض متجهاً الى غرفته والتى كان يسميها دوماً  " مملكتي الصغيره "
أيبدو  لي أن هذا المسمى يحمل الكثير في طيّاته ..ولكن لن نستعجل لنعرف ما سّر ذلك ..  فلندع الأيام ترويها على مهلها ..


اضجعّ لبرهه على سريره وكأنه يطلب منها أن تنعشه بالقليل من الراحه  حتى أيقظه صوت أمه : يا صغيري الغذاء جاهز .


وبعد تناوله الغذاء مع  أمه كان يحرص أشد الحرص على استقطاع بعض الوقت من الانشغالات ومتاهات الحياة يجلس فيها مع نفسه ..
وكان لذلك جوّه الخاص داخل مملكته الصغيره جلس متكئاً ينظر الى الجدار تاره واخرى الى خزانة ملابسه حتى حدّق أخيراً   الى تلك الاجنده الجالسه على طاوله صغيرة بقرب سريره لتستفزّه في كل يوم وكل ليله حتّى يخط عليها بعض ما كان من هذا اليوم المغادر فكتب ...


" يا فكري الشارد ..الشادي ..المغّرد ..ويا مُلهمة بالي الخالي دوماً أكتب اليكِ وما زلت ِ تسكنين خيالي ..أتخافين من أن تطأ قدميكِ عالمي !!"


                       1