حاول عمار التقرب من ابنه فلم ييأس الذي بدا يشاركه ملامحه بصورة يمكن أن تقول عنها نسخه كاربونيه عنه .
وكم أعجبته أخلاقه وتهذيبه التى ورثها عن أمه حمدة .... وخصص في كل يوم أن يشتري الورود من بائعة الورد وهي تعامله كأي شارِ غريب عنها وهو يُقابل هذا بروح رياضيه وكأنه مصّرُ بالفعل على رضاها حتى اذا همّت بالمغادرة الى بيتها .. وجدت تلك الورود على بابها فتتخطاها ويبقى هو يراقبها من بعيد ..
وهي تواصل نفس اللهجة القاسيه مع تلك الورود ..مرّ وقت طويل ..
حتى قال لها :
- لن أكفُ عن ملاحقتك حتى ترفعي حصارك وعقابك عني.. فلستُ ظالماً مثلما تتصورين ..
وهي تواصل نظراتها القاسيه وصوت القوة ذلك الذي يكاد يؤلمه ليمزق أوصاله وبهدوء همست ...
- ستضل تتعذب بلا فائدة ..
نظر برفق اليها وقال:
- لن أبالي ... وسأواصل ملاحقتي ..
- ستنهزم ..
- لا لا أبداً وكأنكِ لا تعرفينني حمدة .
تملّكها الغيظ والضيق وشعرت باختناق أنفاسها اللذان سيكشفان عن ضعفها اذا هي واصلات الكلام معه فعزمت أن تصمت .
تتابعت الأيام لتسابقها الشهور ومعركة الصمت لديها في تفاقم وهي مازالت تُراقبه كيف يلعب كصبي صغير مع ابنه أسامه الذي أحبه كثيراً ...
وكثيراً ما حدث أباه كم عانت بين دموعها وهي تغرق وهو مازال يسألها لما تبكين يا أمي لتقول له لاشيء بني هو فقط بعض الغبار يضايق عيناي ...
- أبي ..ألست أنت السبب!
وكانت المرة الأولى التي يسمع فيها كلمة أبي ... ابتسم وعانقه بحراره وقال :
- نعم بني أنا مخطيء ولكنني جئتُ لأبدل دموعها تلك الى ضحكات عاليه .
64