السبت، 19 مايو 2012

هرع الى منزله وحيداً .. فمن فترة لم تتحمل أمه العيش في هذه الاجواء فغادرت سريعاً الى أجوائها التى تعيش هناك في قرية الزوايدة ...  والى جانب حارتها ..تذكر أمه واتصل بها أين أنتِ؟  أحتاجك...  فلم تُخيب  أمه ظنه وأسرعت اليه ليرتمي هو في حضنها كصغير لا يجيد الحبو ..
- لاتخبيء  شيء عني يا صغيري! ... فأنا قلقه عليك.
فروى لها ما حدث معه ..
- تلك ليست أجوائنا صغيري ..
في هذه اللحظات اتصلت به آيه فقفل سماعة الهاتف في وجهها فهي رفضته وماذا بعد؟!!
هي لا تستطيع التخلي عن غرورها ودلالها وأجواء الثراء حولها ودوماً تتصنع أحاسيسها لترضي من حولها .. حتى مشاعرها ظلمتها معها.
وكم وكم وكم شرح لها ذلك ..وكأنه يقول لماذا لا تكوني طبيعيه تماما كبائعة الورد مثلاً  تلك التي لا تعجبك ..
فهو لا ينكر أن بائعة الورد بعفويتها وطبيعتها تعجبه وصرح للاثنتين بذلك كونه واضح في مشاعره فما الذي يجعله يضمرها قالها وبكل وضوح لتلك الثريه ولكنها لم تفهم أنه يحبها ولكن  عليه أن يُلفت نظرها لما هو أجمل أن تهتم به .
اقترحت أمه أن  يعودا الى منزلهما المتواضع في قريتهما الصغيرة وأخذت تسرد عليه ذكرياته هناك علّه يوافقها ولكنه رفض رفض وبشدة ...
هذا عمار من لايعرفه  يجهله حتماً هذا الرجل الشرقي رغم بساطته رغم قلة حيلته رغم أنه لم يكمل تعليمه لم ولن تقف احداها عائقاً في أن يكون هذا الرجل الناجح دوماً .
بقي  عدة أيام فليس من السهل أن يترك وظيفته ومنزله وكأنه يعطيها فرصة ثانيه ولكنه لا حظ اصرارهاعلى موقفها  فجاء المساء 
- هيا يا أمي لا أريد هذا المنزل  أريد العودة الى مملكتي الصغيرة .
الناظر الى قرارك عمار يظن لوهلة واحدة أنك استسلمت سريعاً  ولكنك بالفعل تقصد  ما دامت ترفضني سأرفض كل شيء متعلق بها .. بدت لي هذه الفكرة أجمل  من أن تتحدى انسان لا يستحق وتلك حقيقه .




                            48

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اطمن ما فيش رقابه