الجمعة، 25 مايو 2012

ففهم عليه أنه يقصد أنها رقيقة المشاعر فابتسم اليه وغادر.. 
فأمسكته أمه قائله ..
- ستتعذب كثيراً لنيل رضاها ..
وأيقن عمار وهو في الطريق أنه ترك حمدة حاملاً بانه تماماً كما فعل أبوه بأمه فهو لا يختلف كثيراً عن  أباه ولكنه ضل صريعاً للتفكير الطويل وتذكّر كلمه قالتها حمدة  لربما هي مفتاح لكل ما يريد قوله  وربما تفيده وتشفع له .
- هي من قالت لي..
في الصباح الباكر راح يفتش عنها في محلها وقد بدا محلها كبيراً واسعاً أُصيغ  باحساس  تلك البائعه الماهرة .
- صباح الخير..
هكذا قالها بكل بساطه .
تجاهلته أعاد عليها مرة أخرى فلم تجبه ..
أمسك ذراعها بقوة : 
- ألستِ أنت ِ من طلبتِ مني ذلك؟!!
نظرت اليه نظرة سامّه ...
- قلت أن تبقى بجانبها ... ولم  أقل لك أن تتركني من أجلها.


بدت كلماتها مختنقه بالدموع والألم فلم يكن سهلاً عليها أن تقاسِ من بعده فهي من تحملت عناء الحمل ومصاريف حياتها ناهيك عن أنها لاقت عمقاً من الألم   فقد بدا تركه لها كمن حفر عميقاً في ثنايا الروح وانتزع  الجذور  العميقه  بقوة  وقسوة  حتميه لاتقبل  انسانية من لديه الاحساس  ...غير أن بعض الجذور بقيت عالقه بالداخل احتفظت بها   وكم آلمتها  ولكنها تجرعتها بارادتها واصرارها على النجاح  وقد حصلت على ثمرة اسمها  أسامه  ....  الذي كثيراً ما عانى وقاسى وكان يشارك أمه الدموع   لابتعاد عمار عن أجوائها  ...  والذي كلما سألها عن أبيه كانت تقول له مسافر يا ولدي  مسافر!
ولكن أسامه  كان يدرك أن أمه تكذب عليه  في هذا الأمر  ...                                 
                                           
           62  









ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اطمن ما فيش رقابه