السبت، 19 مايو 2012

وكم كان صعباً عليه قراراً كهذا فهذا يشبه شعور من ينتزعون منه أحد شرايينه ليواصل حياته بدونه.
ولكن لكل موقف  تحدي وعلى  عمار  هذه المرة تجرع المرارة بكل  ما فيه من طاقه .
ورجع الى منزله القديم الصغير نظر في أرجاء غرفته يتفقدها..  فقال:
- كيف استطعت أن أعيش بعيداً عنكِ تاركاً أحلامي حبيسة  بروحك مملكتي!
بدت كلماته تحمل الكثير من الحزن والأسى ..
ونظر الى الأجندة التى ما زالت تواصل جلوسها صموداً وتحدياً أكثر منه بقليل وتذكر أنه أهمل فيها الكثير حتى أنه تناولها وكتب فيها ما حدث معه حتى لا ينس دروسه القديمه .
وعاد ليلبس ثوب الفقر من  بعد غياب وكم بدا مؤلماً جداً فخرج متناولاً سترته باحثاً عن صديقه القديم وهو البحر يشكو اليه صمتاً وعيناه متعلّقتان بالأفق البعيدة فكان حلمه يوشك على أن يتحقق لوهلة حتى أرداه سريعاً صريعاً بضربه قويه موجعه ..


وها هي بائعة الورد حمدة على دراجتها تمتطيها بسرعة فائقة   وظل يتأملها .. وقع خطواتها تقترب من أذنيه أكثر فأكثر..أتراه يعي هو الآن أين يجلس ... أتراه لديه عقل ليفهم ..  هو في حالة هذيان كيف وصل الى هنا  هو نفسه لا يعلم .


- لما لم تناديني ..  والله زمان على أيامك؟
ضحك متكلفاً..  - اكتفيت بمراقبتك كيف تقودين  حياتك رغم متاعبها وأنتِ سعيدة!


لم يستطع أن يتحدث طويلا  كان شارد الذهن لا يعي ما يحدث معه والى أين وصل فغادرا  وفهمت حمدة أن عليها أن تواصل الصمت لأنه بالفعل بدا وكأنه  يهذي حتى أنه في منتصف الطريق كاد يقع  من طوله غير أن حمدة أمسكته قائله :
- تمالك نفسك!




                     49

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اطمن ما فيش رقابه