الأربعاء، 2 مايو 2012

ولكن مثل هذهِ  الظروف تجعل من صاحب العمل دوماً متيّقظ لتلك الأزمات التي قد يضيع عليه فرصاً ضخمه كتلك.
فاتصل عمار بالمدير يروي له الأخبار المحليه وأن الحصار على غزة قد يوقف من مشاريعهم .
فشكر المدير عمار لاهتمامه وقال له : 
-لاتقلق سأؤمن ما يكفي ..فلا يُلدغ المؤمن من الجحر مرتين . 
يبدو أن عمار اطمئن قليلاً فأزمه كتلك توقف لقمة عيشه فلا بديل له عن ذلك .
ويبدو  أنه اليوم خصص وقتاً ليخرج قليلاً بعيداً عن أجواء العمل فكأنه يشعر بوعكه في حالته النفسيه .
ما بين الشوق والحنين المسيطر عليه هذهِ الأيام خرج يروي للبحر همومه ووحش الفقر الذي يهدد طموحه .
وهذا الوهم الذي قد يقتله قهراً يوماً ما.
وهو في طريقه رأى جارته بائعة الورد على دراجتها .. فلم يدري ما الذي دعاه  ليطلب منها مرافقته .. لتبيع ورودها اليوم على  شواطيء بحر  غزة .
- مسا الخير .
- هلا .. مسا الورد.
- كيف حالك اليوم؟
-بخير والحمد لله 
- ألديكِ  الكثير من العمل ؟
- نعم..
- هلاّ رافقتني اليوم هذا المساء فلا أبدو على ما يُرام احتاج للحديث قليلاً .
- لا عليك .. سأوصل تلك الطلبيه المستعجله وألحقك هناك.

وصل الى الشاطيء ينظر الى تلك الأفق البعيده يتحدّث الى البحر ..  يا بحر  .. ألم تمل السكون مكانك؟!
مثلي !!
أيعجبك أن تبقى تبعث على النفوس الراحه والشكوى اليك وأنت جالس هكذا !
واذا كانت هذهِ طبيعتك فهلاّ تمرّدت يوماً !
ربما هذهِ الكلمات وهذهِ المنآجآة للبحر أراحت ما بصدره قليلاً .. وفي هذهِ اللحظه وصلت بائعة الورد.

                                       21

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اطمن ما فيش رقابه