الأربعاء، 16 مايو 2012

أخذت تتلفت حولها .. - تُرى أين سواري ؟!
- أضعته ؟
- لا أعرف يبدو أنه وقع مني وأنا على دراجتي امتطيها بسرعه .
- خففي سرعتك ..فكم أراكِ وكأنك تعطين كل الوقت لعملك .
وهمّت بالرحيل وقالت..-  قبل الموعد بخمس دقائق اتصل بي لأعطيك ورودي الجميله حتى لا تذبل فلابد أنك تجهل كيف تعتني بالورود ؟  هههههه  أمزح ...
-  هههههه  بايخة  ..  ثم غمزها مازحاً.
ورحلت  حمدة تاركة عمار مكانه يفكر بالقليل والكثير .. يريد أن يسعد  وأحياناً يريد أن يبكي وحين همّ بالمغادرة فاذا به رأي سوار حمدة تحت قدميه فالتقطه وكان سيتصل بها ليخبرها .. 
ولكنشيء بداخله رفض ووضع السوار في جيبه وانطلق بوجهه الى منزله يقبل يدا أمه الحنونه ويرتمي في أحضانها كطفل صغير يبحث  عن الحماية .. الأمان .. الألفه .
وأتى الموعد وارتدى أجمل ما لديه وأخذ ورود حمدة لاهدائها لتلك الثريه المدلله .
ولكن  تًرى أن تقبل الثريه آيه بورود حمدة وتشعر بسعادة نحوها !
هذا ما سيخبره الموعد وأحداثه ..
اتصل عمار على آيه يُعلمها عن قدومه فقد حددت هي هذهِ المرّة المكان في أفخم المطاعم كما هي اعتادت .
يبدو المطعم باهظ الثمن مكلف والتقى بها وأهداها وروده ..
قابلته بابتسامه وشعر أنها تتكلف وقد جهل سبب ذلك ..  أخذت الورود ووضعتها بجانبها وشكرته عليها ولكنها ما زالت لم تُقنعه بأنها سعيدة بتلك الورود..
فهو يراها تتصّنع الضحكات وتتلفت حولها كما لو كانت داخل حقل تسرق ثمر البرتقال خشية أن يُمسكها فلاح الأرض .. قاطع حديثها قائلاً :
- ألأم أقل لكِ دعيكِ على طبيعتك !
- أنا على طبيعتي ..
- لا .. لستِ كذلك .
- وكيف تريدني أن أكون؟
- فقط على طبيعتك .. تتكلفين كثيراً وتتلفتين حولك وكأنكِ تجهلين أنني أفهمك ..
فأنتِ لا تريدين أحداً يراكِ مع هذا العامل الفقير....أليس كذلك؟

صمتت  طويلاً ونظرت اليه محتارة غير أن صمتها  جاء مؤكداً ما كان يعنيه عمار ..
فهّم قائلاً في صوت كله دفء : 
- تلك آخر مرّة آتي فيها الى تلك المطاعم الفخمه .
- نعم!!
- نعم.. حتى لا تتصنعين ضحكاتك  ولا تتلفتين حولك ..
وسيكون عليّ في كل مرّة أن أدفع أنا الحساب .

واااااااااااااو ..كمـــــ  جميل أن تفرض شخصيتك  عليها أيها الرجل الشرقي مهملاً ثرائها الفاحش ودلالها الذي يذوب فيه الرجال .
وكأنه يقول لها لتكوني على نور  عليكِ بالموافقه  ... الوضع هكذا لا يناسبني .

                                  39

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اطمن ما فيش رقابه